إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي / حروب تجارية جديدة بين أمريكا أوروبا والصين

+ مجموعات شنغهاي وبريكسيت قد تعدّل خارطة العالم 
 
بقلم: كمال بن يونس 
 
كانت مشاركة عدد من الرؤساء والسياسيين من العالم أجمع في جنازة البابا في روما مناسبة لتنظيم اجتماعات عمل بين عدد من كبار صناع القرار في العالم ..بما في ذلك بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعدد من حلفائه وخصومه دوليا..
وقد شدت هذه الاجتماعات اهتمام المراقبين والاعلاميين دوليا بسبب تزامنها مع تصعيد الخلافات بين واشنطن وبيكين وعدد من العواصم الأوربية والعالمية منذ تفجير ادارة ترامب معارك تجارية و قمرقية و مالية ومحاولاتها ترفبع الرسوم والضرائب على الصادرات نحو السوق الامريكية..
 كما تكتسي المشاورات السياسية التي اجراها قادة العالم مؤخرا اهمية كبرى لتزامنها مع تحركات علنية واخرى سرية تقوم بها الادارة الامريكية وعواصم عالمية لمحاولة تسوية النزاعات المعقدة بين أمريكا وإيران وإيقاف الحروب المدمرة في أوكرانيا وافريقيا وفي فلسطين المحتلة والمشرق العربي الاسلامي وفي  آسيا..
وفي الوقت الذي تنوعت فيه مبادرات دول افريقيا وامريكا اللاتينية وشرق آسيا و دول " جنوب العالم عموما " لتطوير الشراكة بينها استثمارا وتجارة وامنيا وعسكريا انفجرت تناقضات جديدة في المصالح والسياسات الاقتصادية والمالية والقمرقية بين الدول الاكثر غنى في العالم بما فيها عمالقة الصناعة والتجارة والمعاملات المصرفية مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وأوربا وكندا و الهند والباكستان وروسيا وتركيا..
 
 وتزايدت المخاطر والتخوفات بعد سلسلة تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب والمقربين منه حول فرض مزيد من "الرسوم التجارية "واعلان مزيد من القرارات "الحمائية ".. بهدف "تحسين شروط التفاوض " بين واشنطن ومنافسيها الاقتصاديين الدوليين وخاصة مع الصين والاتحاد الاوربي وكندا وبعض بلدان آسيا وامريكا اللاتينية التي تعتمد كثيرا على صادراتها السنوية نحو الأسواق الامريكية.
 
ماذا يعني كل هذا ؟
هل دخل العالم نفقا اقتصاديا مظلما جديدا بسبب "حروب التعريفات والزيادات " في الرسوم القمرقية والضرائب التجارية ؟
وحتى متى تتواصل " المزايدات" بين انصار دونالد ترامب وخصومهم داخل الولايات المتحدة وعالميا خاصة بعد أن صدرت تقارير ودراسات اقتصادية عالمية تحذر من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية "الحروب التجارية والقمرقية " الجديدة ؟
وهل ستكتفي حكومات  الاتحاد الأوروبي والصين والهند ودول "الجنوب" بالتنديد وتسجيل " انشغالها "، أم تبادر بتطوير التنسيق بينها واعلان قرارات "جريئة" تساهم في الحد من  "تغول العملاق الامريكي "وحلفائه ؟! 
 
قد يكون من السابق لاوانه توقع التطورات المرتقبة المواجهة الجديدة بين حكام أمريكا والصين وأوربا وروسيا والهند وامريكا اللاتينية وكندا..
وقد تزداد الحرب التجارية والقمرقية تعقيدا خلال الطور الجديد من ادارة الرئيس الحمهوري"الشعبوي" دونالد ترامب الذي لم يستثن من الزيادات في الضرائب والرسوم الدول "الصديقة" وحلفاء واشنطن العسكريين والامنيين والسياسيين..مثل تونس وكثير من الدول العربية و الأفريقية.
 
لكن وبعيدا عن الاعتبارات السياسية الاقتصادية الظرفية قد يكون من المفيد تفعيل مجموعة من اليات الشراكة الاقتصادية والتجارية والمالية الدولية والاقليمية "البديلة " بينها"البريكسيت "و "شنغهاي " و مسارات الشراكة بين المول الأفريقية والاسيوية وببن مؤسسات بروكسيل وبرشلونة الاوربية المتوسطية..
مرة أخرى يتضح ان العالم يحتاج نظاما دوليا جديدا للشراكة والتعاون والتكامل وتقاطع المصالح.. بعيدا عن تغول الامبراطوريات الاستعمارية القديمة والجديدة، وعن اجندات "كبار صناع القرار الاقتصادي والعسكري والامني " التي تضحي بمصالح مليارات من البشر وغالبية الدول الأفريقية والاسيوية والامريكية اللاتينية..
 رأي / حروب تجارية جديدة بين أمريكا أوروبا والصين
+ مجموعات شنغهاي وبريكسيت قد تعدّل خارطة العالم 
 
بقلم: كمال بن يونس 
 
كانت مشاركة عدد من الرؤساء والسياسيين من العالم أجمع في جنازة البابا في روما مناسبة لتنظيم اجتماعات عمل بين عدد من كبار صناع القرار في العالم ..بما في ذلك بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعدد من حلفائه وخصومه دوليا..
وقد شدت هذه الاجتماعات اهتمام المراقبين والاعلاميين دوليا بسبب تزامنها مع تصعيد الخلافات بين واشنطن وبيكين وعدد من العواصم الأوربية والعالمية منذ تفجير ادارة ترامب معارك تجارية و قمرقية و مالية ومحاولاتها ترفبع الرسوم والضرائب على الصادرات نحو السوق الامريكية..
 كما تكتسي المشاورات السياسية التي اجراها قادة العالم مؤخرا اهمية كبرى لتزامنها مع تحركات علنية واخرى سرية تقوم بها الادارة الامريكية وعواصم عالمية لمحاولة تسوية النزاعات المعقدة بين أمريكا وإيران وإيقاف الحروب المدمرة في أوكرانيا وافريقيا وفي فلسطين المحتلة والمشرق العربي الاسلامي وفي  آسيا..
وفي الوقت الذي تنوعت فيه مبادرات دول افريقيا وامريكا اللاتينية وشرق آسيا و دول " جنوب العالم عموما " لتطوير الشراكة بينها استثمارا وتجارة وامنيا وعسكريا انفجرت تناقضات جديدة في المصالح والسياسات الاقتصادية والمالية والقمرقية بين الدول الاكثر غنى في العالم بما فيها عمالقة الصناعة والتجارة والمعاملات المصرفية مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وأوربا وكندا و الهند والباكستان وروسيا وتركيا..
 
 وتزايدت المخاطر والتخوفات بعد سلسلة تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب والمقربين منه حول فرض مزيد من "الرسوم التجارية "واعلان مزيد من القرارات "الحمائية ".. بهدف "تحسين شروط التفاوض " بين واشنطن ومنافسيها الاقتصاديين الدوليين وخاصة مع الصين والاتحاد الاوربي وكندا وبعض بلدان آسيا وامريكا اللاتينية التي تعتمد كثيرا على صادراتها السنوية نحو الأسواق الامريكية.
 
ماذا يعني كل هذا ؟
هل دخل العالم نفقا اقتصاديا مظلما جديدا بسبب "حروب التعريفات والزيادات " في الرسوم القمرقية والضرائب التجارية ؟
وحتى متى تتواصل " المزايدات" بين انصار دونالد ترامب وخصومهم داخل الولايات المتحدة وعالميا خاصة بعد أن صدرت تقارير ودراسات اقتصادية عالمية تحذر من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية "الحروب التجارية والقمرقية " الجديدة ؟
وهل ستكتفي حكومات  الاتحاد الأوروبي والصين والهند ودول "الجنوب" بالتنديد وتسجيل " انشغالها "، أم تبادر بتطوير التنسيق بينها واعلان قرارات "جريئة" تساهم في الحد من  "تغول العملاق الامريكي "وحلفائه ؟! 
 
قد يكون من السابق لاوانه توقع التطورات المرتقبة المواجهة الجديدة بين حكام أمريكا والصين وأوربا وروسيا والهند وامريكا اللاتينية وكندا..
وقد تزداد الحرب التجارية والقمرقية تعقيدا خلال الطور الجديد من ادارة الرئيس الحمهوري"الشعبوي" دونالد ترامب الذي لم يستثن من الزيادات في الضرائب والرسوم الدول "الصديقة" وحلفاء واشنطن العسكريين والامنيين والسياسيين..مثل تونس وكثير من الدول العربية و الأفريقية.
 
لكن وبعيدا عن الاعتبارات السياسية الاقتصادية الظرفية قد يكون من المفيد تفعيل مجموعة من اليات الشراكة الاقتصادية والتجارية والمالية الدولية والاقليمية "البديلة " بينها"البريكسيت "و "شنغهاي " و مسارات الشراكة بين المول الأفريقية والاسيوية وببن مؤسسات بروكسيل وبرشلونة الاوربية المتوسطية..
مرة أخرى يتضح ان العالم يحتاج نظاما دوليا جديدا للشراكة والتعاون والتكامل وتقاطع المصالح.. بعيدا عن تغول الامبراطوريات الاستعمارية القديمة والجديدة، وعن اجندات "كبار صناع القرار الاقتصادي والعسكري والامني " التي تضحي بمصالح مليارات من البشر وغالبية الدول الأفريقية والاسيوية والامريكية اللاتينية..