إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أكثر من ربع التونسيين يعانون منها .. السمنة "الخطر الداهم"!..

الدكتور سيف الدين البكوش لـ"الصباح":

لهذا طلبنا من "الكنام" التكفل بعلاج مرض السمنة

-العمليات الجراحية لمرضى السمنة ليست تجميلية

تونس – الصباح

"صحيح أن كل المعطيات والإحصائيات والمؤشرات تؤكد أن السمنة هي المرض الخطير والقاتل الذي ما انفك يتفشى ويتزايد من سنة لأخرى في مختلف الأوساط الاجتماعية، فإن وضع هذا المرض القاتل في بلادنا لا يختلف عما هو عليه الحال في العالم. لذلك اخترنا في هذه المؤتمر الذي يعد تكوينيا بالأساس التحسيس بخطورة الوضع".. هذا ما أكده الدكتور سيف الدين البكوش، طبيب مختص في الجراحة العامة، جراحة الكبد والجهاز الهضمي وجراحة "السمنة" وعضو بالجمعية التونسية لجراحة السمنة والأمراض الأيضية في حديثه لـ"الصباح"، حيث بين أن أرقام الإصابة بمرض اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻓﻲ العلم تضاعفت بنحو ثلاثة أﺿﻌﺎف منذ ﺳﻨﺔ 1975 إلى حد المرحلة. واستند في حديثه عن راهن وضع السمنة في تونس بشكل خاص والعالم بشكل عام إلى آخر التقاریر التي قدمتها كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة "أطلس السمنة اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ لسنتي 2022و2023"، باعتبارها مبنیة على مصادر علمیة موثوقة، وﺗوﻗﻌﺎتها في نفس السياق ﻟﻌﺎم 2035. وبين أن خطر الوباء العالمي العاصف، يهدد تونس ونسبة كبيرة من التونسيين، وذلك حسب آخر الإحصائيات الرسمية التي تبين أن معدل السمنة في تونس بالنسبة للمواطنين فوق 15 سنة، بلغ 26.6% سنة 2016،(أي أكثر من ربع التونسيين ) في حين كانت النسبة سنة 1997 في حدود 14%. مشددا على أنه وفقا لتقارير أطلس للسمنة العالمي لعامي 2022 و2023، فإن انتشار السمنة في تونس أخذ منحى تصاعديا خطيرا. مؤكدا أن بلادنا تشهد زيادة سنوية قدرها 2.5% في معدل السمنة لدى البالغين. ومن المتوقع أن يصل معدل الانتشار إلى 35.5% في عام 2030 و46% في عام 2035، مع غلبة واضحة للإصابة لدى الإناث، وفق ما تضمنته نفس التقارير.

كما أوضح أنه وفق الإحصائيات اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ لمنظمة اﻟﺼﺤﺔ العالميّة، ﻛﺎن أﻛﺜﺮ من 1.9 مليار ﻣﻦ البالغين في العمر 18 سنة أو أكثر، ﻔﻲ ﻋﺎم 2016 يعانون من الزيادة في الوزن وﻛﺎن أﻛﺜﺮ من 650 ﻣﻠﯿﻮن ﻣﻦ بينهم يعانون من اﻟﺴﻤﻨﺔ.

نظرة جمالية "قاتلة"

وحول مدى وعي التونسيين بخطورة هذا المرض أفاد المختص في الجراحة العامة، جراحة الكبد والجهاز الهضمي وجراحة السمنة أن نسبة كبيرة من التونسيين لم تكن تولي أهمية لخطورة السمنة بل كانوا يتعاطون معها بنظرة جمالية بحتة، لكن بفضل التقدم العلمي والطبي خاصة بدأ وعي نسبة كبيرة بخطورة ذلك موضحا أن البعض لا يزال يرى السمنة من منظور جمالي إلى اليوم.

في المقابل أكد أن مرض السمنة علميا وطبيا على غاية من الخطورة، وهو يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض قاتلة ذكر من بينها مرض السكري والتشحم الكبدي وانسداد العروض والجلطات والتشحم في الدم وانقطاع التنفس النومي، إضافة إلى تأثيره السلبي على الوضع الصحي لحاملي أمراض أخرى على غرار ضغط الدم.

وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة نظمت نهاية الأسبوع هذا الأسبوع المؤتمر الوطني الثالث لجراحة السمنة بحضور أكثر من 200 مشارك من تونس ومن عدة بلدان ومنظمات وهياكل صحية وطنية وعالمية على غرار الجزائر وليبيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وبوركينا فاسو والسينغال والكاميرون وغيرها من البلدان الأخرى، من بينهم مختصون في مجال جراحة السمنة.

ولمواجهة هذا الخطر الداهم الذي تلعب عدة عوامل دور كبير في تغذيته وانتشاره، وما يشكله من عبء ثقيل على المجتمعات والبلدان حددت منظمة الصحة العالمية تسعة أهداف صحية عالمية، من ضمنها العمل على وقف تصاعد مرض السكري والسمنة بحلول عام 2025".

خاصة أن الأرقام التي تعتمدها تبين أنه ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾيزداد اﻧﺗﺷﺎر ﻣرض اﻟﺳﻣﻧﺔ ﻣن 14 % ﻟدى ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺳﻧﺔ 2020 إﻟﻰ 24 % ﺳﻧﺔ 2035، ﺑﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻﺎب ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 2 مليار ﺷﺧص ﺑﺎﻟﻎ، وﻛذﻟك ﻣن الأطفال والمراهقين ﺑﺣﻠول ﺳﻧﺔ 2035 ﺑﻣرض اﻟﺳﻣﻧﺔ دون اﺣﺗﺳﺎب ﻧﺳﺑﺔ الإﺻﺎﺑﺔ بزيادة اﻟوزن. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تراهن المنظمة العالمية لجراحة السمنة على الجراحة الأيضيّة، بحيث تؤكد على دورها الفعال في علاج الأمراض المصاحبة للسمنة على غرار نجاعتها في إنقاص الوزن بشرط تطبيق الاعتمادات والتوصيات التي تنشرها والتي تتضمن المسلك العلاجي السليم والشامل في الإحاطة بمرضى السمنة الذين يخضعون لهذه الجراحة.

دعوة إلى الصناديق الاجتماعية

ودعا الدكتور البكوش، عضو الجمعیة التونسیة لجراحة البدانة والأمراض الأیضیة الصناديق الاجتماعية في تونس وخاصة الصندوق الوطني للتأمین على المرض "الكنام" إلى ضرورة إدراج الجراحة الأیضیة ضمن التغطیة، وفق ما حددته الجمعية وتعمل على دفع الجهات الرسمية لاعتماده. لأنه يعتبر أن جراحة السمنة علاج جراحي ولیس تجمیلي لمرض السمنة المصنف بمرض مزمن لدى المنظمة العالمیة للصحة لاسيما في ظل تداعياته الخطيرة على المريض وتأثيرها في تعكر صحة الفرد باعتبار أن السمنة من بين الأمراض التي تؤدي إلى تعكر الوضع الصحي للمصابين بأي مرض آخر إن لم تكن العامل الأول المتسبب فيه. خاصة أن إقبال مرضى السمنة على هذا النوع من الجراحات أصبح يشهد تزايدا كبيرا، وفق تأكيد الدستور البكوش. موضحا بالقول: " لقد تبين للجميع خطورة مرض السمنة بعد أزمة كوفيد 19 التي كانت نسبة كبيرة من ضحاياها ممن يعانون من مرض السمنة. وفيما يتعلق بالعمليات أضاف: "العمليات الجراحية لمرضى السمنة ليست تجميلية وإنما صحية بالأساس وتتمثل في القيام بعمليات تحويرية على الجهاز الهضمي عبر الإنقاص في سعة الجهاز الهضمي أو القيام بتحوير في مسار الجهاز الهضمي. ولم تعد العمليات الجراحية تشكل خطورة اليوم في ظل تطور البحث الطبي في المجال وتطور التقنيات المعتمدة".

وبين الطبيب المختص في الجراحة العامة، جراحة الكبد والجهاز الهضمي وجراحة السمنة في نفس الحديث أن الجمعیة تعمل على تطویر الجانب الطبي لدى الأطباء الشبان متعددي الاختصاص في علاقة بعلاج السمنة عبر العمل على تطویر قدراتهم ومهاراتهم العلمیة والطبیة نظریا وتطبیقیا من خلال تنظیم دورات تكوینیة سنويا تهتم بالمسار العلاجي للسمنة. والإطلاع على تقنیات هذه العمليات المتعددة وغيرها من التقنیات الحدیثة والمتطورة والاطلاع على التجارب المختلفة في الجراحات التصحیحیة وطرق التدخل في حالة تسجيل مضاعفات طبية استئناسا بتجارب الأطباء المختصين في المجال في العالم.

كما اعتبر محدثنا أن أطباء الاختصاص في هذا المجال في تونس يعدون من رواد الأطباء في السمنة والبدانة في العالم معتبرا ما تسجله بلادنا من إقبال مرضى لتلقي العلاج في تونس من مختلف أصقاع العالم يؤكد حقيقة تطور أطباء السمنة والبدانة في تونس. معترفا بالدور الذي لعبه توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال في تطوير عمل الأطباء وذلك بالقيام بالعملية افتراضيا ومعرفة حقيقة مآلاتها قبل القيام بها عمليا على جسد المرض، وفقت تأكيده.

دور ريادي

ونزّل عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة باعتباره مكلفا بالتكوين المؤتمر الأخير في سياق مساعي القائمين على الجمعية للتوعية بخطورة هذا الوباء القاتل من ناحية ولفسح المجال للأكبر عدد ممكن من الأطباء الشبان التونسيين بالأساس لتلقي تكوينا في هذا الاختصاص. موضحا بالقول: "في الحقيقة ورغم خطورة الوضع إلا أن عدد أطباء الاختصاص في هذا المجال في تونس يعاني من النقص باعتباره اختصاصا داخل الاختصاص. وربما ما يتميز به الأطباء المختصون في المجال من كفاءة عالية تجعل البعض يعتقد أن هناك كفاية من الأطباء المختصين في السمنة والبدانة".

وشدد الدكتور البكوش على أن مرض السمنة يعد مشكلة حقيقية في الوضع الصحي لنسبة كبيرة من التونسيين بعد أن أصبح المرض متفشيا نتيجة عوامل التغذية غير الصحية والوراثة وعدم الاهتمام بالأنشطة الرياضية ومراقبة الوزن والعمل على إنقاصه قبل تفاقمه، نظرا لمخلفات السمنة المتعددة بل لأنھا سبب رئیسي لتفشي أمرا ض مصاحبة لها.

ويذكر أن منظمة الصحة العالمیة تعتبر أن السمنة اتخذت أبعادا كبيرة وهي وراء وفاة ما لا یقل عن 8.2 ملیون نسمة كل عام فضلا عن ارتفاع تكالیف العلاج خاصة في مرحلة السمنة المرضیة والتي تنتج عنها الإصابة بعدة أمراض أیضیة أهمها السكري نوع 2 وأمراض القلب والشرایین وانقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وصعوبات الحمل والإنجاب ومشاكل النوم والشخیر والتهابات المرارة، إضافة إلى بعض أنواع السرطان وتاثيرها الخطیر على الصحة النفسیة وحسب الدراسات العلمیة للمنظمة العالمیة لجراحة السمنة فإن مرض السمنة یمكن أن یرتبط بأكثر من 200 مرض. كما حذر الاتحاد العالمي للسمنة من أنه قد یمكن أن يجبر على إنفاق 2.1 تریلیون دولار سنویاً اعتبارا المشاكل الصحیة التي تسببها السمنة المفرطة في العالم.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أكثر من ربع التونسيين يعانون منها .. السمنة "الخطر الداهم"!..

الدكتور سيف الدين البكوش لـ"الصباح":

لهذا طلبنا من "الكنام" التكفل بعلاج مرض السمنة

-العمليات الجراحية لمرضى السمنة ليست تجميلية

تونس – الصباح

"صحيح أن كل المعطيات والإحصائيات والمؤشرات تؤكد أن السمنة هي المرض الخطير والقاتل الذي ما انفك يتفشى ويتزايد من سنة لأخرى في مختلف الأوساط الاجتماعية، فإن وضع هذا المرض القاتل في بلادنا لا يختلف عما هو عليه الحال في العالم. لذلك اخترنا في هذه المؤتمر الذي يعد تكوينيا بالأساس التحسيس بخطورة الوضع".. هذا ما أكده الدكتور سيف الدين البكوش، طبيب مختص في الجراحة العامة، جراحة الكبد والجهاز الهضمي وجراحة "السمنة" وعضو بالجمعية التونسية لجراحة السمنة والأمراض الأيضية في حديثه لـ"الصباح"، حيث بين أن أرقام الإصابة بمرض اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻓﻲ العلم تضاعفت بنحو ثلاثة أﺿﻌﺎف منذ ﺳﻨﺔ 1975 إلى حد المرحلة. واستند في حديثه عن راهن وضع السمنة في تونس بشكل خاص والعالم بشكل عام إلى آخر التقاریر التي قدمتها كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة "أطلس السمنة اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ لسنتي 2022و2023"، باعتبارها مبنیة على مصادر علمیة موثوقة، وﺗوﻗﻌﺎتها في نفس السياق ﻟﻌﺎم 2035. وبين أن خطر الوباء العالمي العاصف، يهدد تونس ونسبة كبيرة من التونسيين، وذلك حسب آخر الإحصائيات الرسمية التي تبين أن معدل السمنة في تونس بالنسبة للمواطنين فوق 15 سنة، بلغ 26.6% سنة 2016،(أي أكثر من ربع التونسيين ) في حين كانت النسبة سنة 1997 في حدود 14%. مشددا على أنه وفقا لتقارير أطلس للسمنة العالمي لعامي 2022 و2023، فإن انتشار السمنة في تونس أخذ منحى تصاعديا خطيرا. مؤكدا أن بلادنا تشهد زيادة سنوية قدرها 2.5% في معدل السمنة لدى البالغين. ومن المتوقع أن يصل معدل الانتشار إلى 35.5% في عام 2030 و46% في عام 2035، مع غلبة واضحة للإصابة لدى الإناث، وفق ما تضمنته نفس التقارير.

كما أوضح أنه وفق الإحصائيات اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ لمنظمة اﻟﺼﺤﺔ العالميّة، ﻛﺎن أﻛﺜﺮ من 1.9 مليار ﻣﻦ البالغين في العمر 18 سنة أو أكثر، ﻔﻲ ﻋﺎم 2016 يعانون من الزيادة في الوزن وﻛﺎن أﻛﺜﺮ من 650 ﻣﻠﯿﻮن ﻣﻦ بينهم يعانون من اﻟﺴﻤﻨﺔ.

نظرة جمالية "قاتلة"

وحول مدى وعي التونسيين بخطورة هذا المرض أفاد المختص في الجراحة العامة، جراحة الكبد والجهاز الهضمي وجراحة السمنة أن نسبة كبيرة من التونسيين لم تكن تولي أهمية لخطورة السمنة بل كانوا يتعاطون معها بنظرة جمالية بحتة، لكن بفضل التقدم العلمي والطبي خاصة بدأ وعي نسبة كبيرة بخطورة ذلك موضحا أن البعض لا يزال يرى السمنة من منظور جمالي إلى اليوم.

في المقابل أكد أن مرض السمنة علميا وطبيا على غاية من الخطورة، وهو يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض قاتلة ذكر من بينها مرض السكري والتشحم الكبدي وانسداد العروض والجلطات والتشحم في الدم وانقطاع التنفس النومي، إضافة إلى تأثيره السلبي على الوضع الصحي لحاملي أمراض أخرى على غرار ضغط الدم.

وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة نظمت نهاية الأسبوع هذا الأسبوع المؤتمر الوطني الثالث لجراحة السمنة بحضور أكثر من 200 مشارك من تونس ومن عدة بلدان ومنظمات وهياكل صحية وطنية وعالمية على غرار الجزائر وليبيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وبوركينا فاسو والسينغال والكاميرون وغيرها من البلدان الأخرى، من بينهم مختصون في مجال جراحة السمنة.

ولمواجهة هذا الخطر الداهم الذي تلعب عدة عوامل دور كبير في تغذيته وانتشاره، وما يشكله من عبء ثقيل على المجتمعات والبلدان حددت منظمة الصحة العالمية تسعة أهداف صحية عالمية، من ضمنها العمل على وقف تصاعد مرض السكري والسمنة بحلول عام 2025".

خاصة أن الأرقام التي تعتمدها تبين أنه ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾيزداد اﻧﺗﺷﺎر ﻣرض اﻟﺳﻣﻧﺔ ﻣن 14 % ﻟدى ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺳﻧﺔ 2020 إﻟﻰ 24 % ﺳﻧﺔ 2035، ﺑﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻﺎب ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 2 مليار ﺷﺧص ﺑﺎﻟﻎ، وﻛذﻟك ﻣن الأطفال والمراهقين ﺑﺣﻠول ﺳﻧﺔ 2035 ﺑﻣرض اﻟﺳﻣﻧﺔ دون اﺣﺗﺳﺎب ﻧﺳﺑﺔ الإﺻﺎﺑﺔ بزيادة اﻟوزن. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تراهن المنظمة العالمية لجراحة السمنة على الجراحة الأيضيّة، بحيث تؤكد على دورها الفعال في علاج الأمراض المصاحبة للسمنة على غرار نجاعتها في إنقاص الوزن بشرط تطبيق الاعتمادات والتوصيات التي تنشرها والتي تتضمن المسلك العلاجي السليم والشامل في الإحاطة بمرضى السمنة الذين يخضعون لهذه الجراحة.

دعوة إلى الصناديق الاجتماعية

ودعا الدكتور البكوش، عضو الجمعیة التونسیة لجراحة البدانة والأمراض الأیضیة الصناديق الاجتماعية في تونس وخاصة الصندوق الوطني للتأمین على المرض "الكنام" إلى ضرورة إدراج الجراحة الأیضیة ضمن التغطیة، وفق ما حددته الجمعية وتعمل على دفع الجهات الرسمية لاعتماده. لأنه يعتبر أن جراحة السمنة علاج جراحي ولیس تجمیلي لمرض السمنة المصنف بمرض مزمن لدى المنظمة العالمیة للصحة لاسيما في ظل تداعياته الخطيرة على المريض وتأثيرها في تعكر صحة الفرد باعتبار أن السمنة من بين الأمراض التي تؤدي إلى تعكر الوضع الصحي للمصابين بأي مرض آخر إن لم تكن العامل الأول المتسبب فيه. خاصة أن إقبال مرضى السمنة على هذا النوع من الجراحات أصبح يشهد تزايدا كبيرا، وفق تأكيد الدستور البكوش. موضحا بالقول: " لقد تبين للجميع خطورة مرض السمنة بعد أزمة كوفيد 19 التي كانت نسبة كبيرة من ضحاياها ممن يعانون من مرض السمنة. وفيما يتعلق بالعمليات أضاف: "العمليات الجراحية لمرضى السمنة ليست تجميلية وإنما صحية بالأساس وتتمثل في القيام بعمليات تحويرية على الجهاز الهضمي عبر الإنقاص في سعة الجهاز الهضمي أو القيام بتحوير في مسار الجهاز الهضمي. ولم تعد العمليات الجراحية تشكل خطورة اليوم في ظل تطور البحث الطبي في المجال وتطور التقنيات المعتمدة".

وبين الطبيب المختص في الجراحة العامة، جراحة الكبد والجهاز الهضمي وجراحة السمنة في نفس الحديث أن الجمعیة تعمل على تطویر الجانب الطبي لدى الأطباء الشبان متعددي الاختصاص في علاقة بعلاج السمنة عبر العمل على تطویر قدراتهم ومهاراتهم العلمیة والطبیة نظریا وتطبیقیا من خلال تنظیم دورات تكوینیة سنويا تهتم بالمسار العلاجي للسمنة. والإطلاع على تقنیات هذه العمليات المتعددة وغيرها من التقنیات الحدیثة والمتطورة والاطلاع على التجارب المختلفة في الجراحات التصحیحیة وطرق التدخل في حالة تسجيل مضاعفات طبية استئناسا بتجارب الأطباء المختصين في المجال في العالم.

كما اعتبر محدثنا أن أطباء الاختصاص في هذا المجال في تونس يعدون من رواد الأطباء في السمنة والبدانة في العالم معتبرا ما تسجله بلادنا من إقبال مرضى لتلقي العلاج في تونس من مختلف أصقاع العالم يؤكد حقيقة تطور أطباء السمنة والبدانة في تونس. معترفا بالدور الذي لعبه توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال في تطوير عمل الأطباء وذلك بالقيام بالعملية افتراضيا ومعرفة حقيقة مآلاتها قبل القيام بها عمليا على جسد المرض، وفقت تأكيده.

دور ريادي

ونزّل عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة باعتباره مكلفا بالتكوين المؤتمر الأخير في سياق مساعي القائمين على الجمعية للتوعية بخطورة هذا الوباء القاتل من ناحية ولفسح المجال للأكبر عدد ممكن من الأطباء الشبان التونسيين بالأساس لتلقي تكوينا في هذا الاختصاص. موضحا بالقول: "في الحقيقة ورغم خطورة الوضع إلا أن عدد أطباء الاختصاص في هذا المجال في تونس يعاني من النقص باعتباره اختصاصا داخل الاختصاص. وربما ما يتميز به الأطباء المختصون في المجال من كفاءة عالية تجعل البعض يعتقد أن هناك كفاية من الأطباء المختصين في السمنة والبدانة".

وشدد الدكتور البكوش على أن مرض السمنة يعد مشكلة حقيقية في الوضع الصحي لنسبة كبيرة من التونسيين بعد أن أصبح المرض متفشيا نتيجة عوامل التغذية غير الصحية والوراثة وعدم الاهتمام بالأنشطة الرياضية ومراقبة الوزن والعمل على إنقاصه قبل تفاقمه، نظرا لمخلفات السمنة المتعددة بل لأنھا سبب رئیسي لتفشي أمرا ض مصاحبة لها.

ويذكر أن منظمة الصحة العالمیة تعتبر أن السمنة اتخذت أبعادا كبيرة وهي وراء وفاة ما لا یقل عن 8.2 ملیون نسمة كل عام فضلا عن ارتفاع تكالیف العلاج خاصة في مرحلة السمنة المرضیة والتي تنتج عنها الإصابة بعدة أمراض أیضیة أهمها السكري نوع 2 وأمراض القلب والشرایین وانقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وصعوبات الحمل والإنجاب ومشاكل النوم والشخیر والتهابات المرارة، إضافة إلى بعض أنواع السرطان وتاثيرها الخطیر على الصحة النفسیة وحسب الدراسات العلمیة للمنظمة العالمیة لجراحة السمنة فإن مرض السمنة یمكن أن یرتبط بأكثر من 200 مرض. كما حذر الاتحاد العالمي للسمنة من أنه قد یمكن أن يجبر على إنفاق 2.1 تریلیون دولار سنویاً اعتبارا المشاكل الصحیة التي تسببها السمنة المفرطة في العالم.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews